السياسةالشهودالعمرانتجلي الحريةمن اختيارنا
سقوط حلب: خلفيات وتداعيات
الاحتلال والاستبداد: تحالف مركب
(تقدير موقف استراتيجي)
الموضوع:
الصراع في سوريا والامتدادات الإقليمية والدولية بعد معركة “رد العدوان”، في سياق متشابك بين تحالفات دولية وإقليمية متضاربة.
الموقف:
مباشرة بعد وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني، بدأت المعارضة المسلحة في سوريا، بقيادة هيئة غرفة عمليات “الفتح المبين”، عملية “رد العدوان”. تقدمت المعارضة بسرعة مذهلة إلى مدينة حلب وسقطت المناطق المجاورة دون مقاومة تُذكر، ما يثير احتمالات وجود تنسيق أو تفاهم غير معلن.
- في الوقت نفسه، أُبلغ عن تحرك المعارضة نحو مدينة حمص، بينما الرئيس بشار الأسد خارج البلاد في روسيا لإجراء مشاورات.
- إشارات إلى إعادة ترتيب جيوسياسي داخلي في سوريا، قد تشمل تقسيم المناطق بين الأطراف المتنازعة.
الأطراف الرئيسية:
- الكيان الصهيوني (إسرائيل):
- كيان احتلالي، مستفيدا من ضعف النظام السوري وداعميه (إيران وحزب الله)، يسعى لإعادة تشكيل الحدود بما يخدم مصالحه الأمنية.
- نظام بشار الأسد بسوريا:
- نظام استبدادي برأسين: بشار الأسد (موالٍ لروسيا) وماهر الأسد (موالٍ لإيران)، مواجها ضغطًا مزدوجًا من المعارضة المسلحة ومن داعميها الإقليميين بسبب تناقض المصالح.
- الولايات المتحدة وحلفاؤها (فرنسا وبريطانيا):
- داعمين لقوات سوريا الديمقراطية (الكردية) في الشمال الشرقي، هدفهم الأساسي إضعاف إيران وحزب الله مع الحفاظ على نفوذهم في المنطقة.
- تركيا:
- داعمة للمعارضة المسلحة (هيئة أحرار الشام والجيش الوطني) لمنع إقامة منطقة كردية على حدودها، مع احتمال دخولها في تفاهمات مع روسيا لضمان مصالحها.
- روسيا:
- داعما جويا للنظام السوري لمنع سقوطه، مع احتمال سعيها لتقسيم سوريا فيديراليا، في إطار تسوية تحافظ على مصالحها الاستراتيجية.
- إيران:
- داعما ميدانيا للنظام السوري وحزب الله، مع مواجهته تناقضًا متزايدًا مع بشار الأسد وربما روسيا.
- حزب الله:
- حركة إسناد للمقاومة الفلسطينية معتمدا على دعم سوريا وإيران، متعرضا لضغوط كبيرة نتيجة الضربات التي تلقاها في لبنان وسوريا.
- هيئة تحرير الشام والجيش الوطني:
- حركات معارضة مسلحة مدعومة من تركيا، تسعى لإسقاط النظام السوري، معتمدة جزئياعلى تحالفات مع قوى متحالفة مع إسرائيل (مثل الولايات المتحدة).
- حركة المقاومة الإسلامية (حماس):
- مواجهة خطر القضاء عليها، مع توقيف إسنادها، نتيجة الضغوط على إيران وحزب الله وتذبذب موقف النظام السوري.
الأبعاد الاستراتيجية:
- البعد العسكري:
- سقوط حلب يشير إلى إعادة توزيع القوى على الأرض وربما تقسيم محتمل للمناطق السورية.
- احتمالية تصعيد الصراع ضد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في سوريا وربما لبنان.
- البعد السياسي:
- احتمالية وجود اتفاق تركي-روسي-أمريكي لتقسيم النفوذ في سوريا، مع تجاهل إيران.
- احتمال التخلص من ماهر الأسد لإعادة التوازن داخل النظام السوري.
- البعد الإقليمي:
- احتمال مواجهة بين إيران وحلفائها (حزب الله) وباقي القوى الإقليمية والدولية على الأراضي السورية.
- تعزيز النفوذ التركي في الشمال السوري، على حساب الفصائل الكردية والتواجد الإيراني.
- البعد الأخلاقي:
- الحركات المسلحة المعارضة، مثل أحرار الشام، مدعومة بقوى متحالفة مع إسرائيل في نفس الوقت الذي تواجه فيه نظام الاستبداد.
- حزب الله داعم لنظام استبدادي، في نفس الوقت الذي يساند فيه مقاومة ضد الاحتلال.
التحديات:
- لحزب الله:
- مواجهة ضغوط عسكرية في لبنان وسوريا، واحتمال التصادم مع المعارضة المسلحة.
- تقليص الاعتماد على دعم النظام السوري الذي أصبح غير مأمون الجانب.
- للمعارضة المسلحة (أحرار الشام وبقية الفصائل المتحالفة):
- تضرر شرعيتها الشعبية بسبب تحالفها مع قوى متحالفة مع إسرائيل.
- استنزاف قوتها بالتصادم مع الفصائل المدعومة من إيران.
- للنظام السوري:
- تزايد التحديات من المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا وأمريكا.
- تزايد الخلافات الداخلية بين الموالين لروسيا والموالين لإيران.
- لإيران:
- مواجهة تآكل نفوذها في سوريا واحتمالية استهداف جماعاتها المسلحة.
- لحماس:
- التراجع القوي للدعم اللوجستي من حزب الله وسوريا بسبب الضغط المتزايد عليهما.
السيناريوهات المرتقبة:
- تصعيد الصراع بين حزب الله والمعارضة المسلحة:
- يؤدي إلى إضعاف الطرفين وتعزيز موقف إسرائيل.
- يسمح للنظام السوري بإعادة ترتيب صفوفه وتقليل الاعتماد على إيران لصالح الاعتماد الروسي.
- تقسيم فعلي لسوريا:
- احتفاظ بشار الأسد بدمشق والمناطق العلوية.
- سيطرة المعارضة المسلحة على الشمال بدعم تركي.
- احتفاظ الأكراد بمنطقة محدودة تحت النفوذ الأمريكي.
- إعادة تموضع إقليمي:
- اتفاق روسي-تركي-إيراني على تقليص النفوذ الامريكي في سوريا، تفعيلا لمسار “أستانة” بتوسيع مناطق خفض التصعيد.
التوصيات:
- لحماس:
- تعزيز التنسيق مع قوى المقاومة الفلسطينية، بعيدًا عن الاعتماد المفرط على حزب الله.
- بلورة استراتيجية جديدة للدعم والإسناد والمقاومة.
- لحزب الله:
- تقليل التورط المباشر في الصراع السوري، والتركيز على تعزيز قدراته في لبنان.
- إعادة تقييم تحالفه مع النظام السوري وفق المستجدات الحالية.
- للمعارضة المسلحة:
- العمل على تعزيز شرعيتها من خلال التخلص من الارتباط بالقوى الدولية المتحالفة مع إسرائيل.
- تفادي التصادم مع الفصائل الموالية لإيران.
- لروسيا وتركيا:
- الدفع نحو تسوية مرحلية، تضمن توزيعًا عادلًا للنفوذ الإقليمي، دون استبعاد أي طرف.
الخلاصة:
يعكس الصراع تداخلًا معقدًا بين قوى إقليمية ودولية، حيث تتشابك المصالح العسكرية والسياسية مع القضايا الأخلاقية. التحديات أمام جميع الأطراف تتطلب حلولًا مرحلية واستراتيجيات طويلة الأمد، لتعزيز الاستقلالية، وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى تفاقم الفوضى الإقليمية.