أَعزّ الدواء وعَزّ الطبيب؟———وناكب ريح ارتحال الحبيب؟
وسهم المنايا يحث خطاه،———لقلب كبير جفاه الصيب.
رويدك مهلا أكأس المنون،———ورفقا ترفق برفق أريب.
فذا قلب نفسي وذا روحه،———وذا ماء عيني ومنه تصيب.
فإن طاف طيف الحمام به———رأيت حطامي صريعا سليب..
………………………
أبي يا ابن أم الكرى و الشجا،———رفيق الخطوب صبي المشيب،
رموك غضيضا بجب الجوي،———كأن لا قريب ولا من نسيب.
فطرت كبيرا تحاذي الجبال،———كأن انتصابك قد ضريب.
وسعت المدى حانيا عاطفا،———بهرت الردى مشرقا لا تغيب.
………………………
وحين الضنى ضج أيوبه———ـ وشؤم العضال مرير مريب ـ
مددت يدا بالرضى مقبلا،———ورحت تفوز نحو المجيب..
فيا رب أكرم كريم الهوى———أبي إنه لنعم القريب،
وداو بعطفك أحزانه ،———وآنس بجودك ذاك الغريب.