العمرانالأدب والشعر

نص نثري: أيها الاحتمال

أيها الاحتمال المفترض..،

 كنت احتمالا، من عدد لامحدود، من الاحتمالات في بطن العدم، فاختارك  من دون بقيتهم، مقدر الاحتمالات، الى فضاء الوجود.

أيها الموجود من عدم..

ثم كنت احتمالا، من عدد لامحدود من الاحتمالات في جموع المخاليق، فاختارك، من دون بقيتهم، لتلبس خرقة البشر.

أيها الانسان في كبد..

ثم كنت احتمالا، في عدد لامحدود من الاحتمالات ضمن قبائل الملل .. فاختارك من دون بقيتهم، ليهتدي قلبك الى دلائل الوجود.

أيها المهتدي في ارتياب:

ثم كنت احتمالا، في عدد لامحدود من الاحتمالات ضمن جموع المرتابين.. فاختارك من دون بقيتهم، ليدلك بيان كلامه على مسالك الدرب.

أيها المعتوق من تيه..

ثم كنت احتمالا، في عدد لامحدود من الاحتمالات ضمن مذاهب القارئين .. فاختارك من دون بقيتهم، ليفتح  بصيرك على تأويل آيات الكون.

أيها المبصر من عمى..

ثم كنت احتمالا، في عدد لامحدود من الاحتمالات في مجاميع المبصرين.. فاختارك من دون بقيتهم، لتتمكن من أسباب الفعل.

أيها القادر من عجز..

ثم كنت احتمالا، في عدد لامحدود من الاحتمالات ضمن صفوف القادرين.. فاختارك من دون بقيتهم، ليشحذ همته فتصبح من أهل العزم .

أيها العامل من كٓلّ:

أي لسان أو أي قلب، يكافئ بحر إنعامه عليك، عبر سبع اصطفاءات، حمدا وشكرا، لمن اختارك لأصفى الاحتمالات، قضاء وقدرا؟

ماهر الملاخ

ماهر الملاخ- باحث أكاديمي وإعلامي- متخصص في سيميائيات الصورة- تحضير دكتوراة في مجال السيميائيات- له عدة بحوث في مجال الدين والتراث والفلسفة والتاريخ والسياسة والتربية- أخرج وأنتج عدة أفلام وثائقية- منتج منفذ برامج تلفزيونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى